لايشرع الجمع لمجرد شدة البرد ، فإن شدة البرد قد كانت موجودة زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، ومدينة النبي صلى الله عليه وسلم تقع على خط عرض 24 ، وربما يكون البرد الذي كان يأتي زمن النبوة أشد في كثير من الأحيان من البرد الذي يأتي حاليا على الأقل في الجزيرة العربية ،وكان كثير من الناس زمن النبي صلى الله عليه وسلم لايملك الواحد منهم سوى ثوب واحد ، وقد جاء في صحيح البخاري عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال :-أينا كان له ثوبان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ،ومع ذلك لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه جمع لأجل شدة البرد ولو مرة واحدة ! ، ثم إن شدة البرد يمكن التغلب عليها بالتدفئة والملابس الشتوية المناسبة ونحو ذلك ... ، والعجب أن بعض الناس لايجعل شدة البرد عائقا له عن مزاولة أعماله الدنيوية فإذا أتت الصلاة جعل شدة البرد عائقا عن أداء الصلاة في وقتها وبدأ يبحث عن الرخصة في الجمع ! ، ويستثنى من ذلك ماإذا كان البرد مصحوبا بأمر آخر يلحق الناس معه حرج شديد مثل العواصف الشديدة أو الأمطار الغزيرة ونحو ذلك فيمكن في هذه الحال أن يقال بجواز الجمع .. والله أعلم