اختلف العلماء في أثر خروج المذي على صحة الصيام على قولين فذهب المالكيةوالحنابلة إلى أنه يفسد الصوم لقول النبي صلى الله عليه وسلم( يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي ) وقياسا على خروج المني المفسد للصوم ، وذهب بعض العلماءإلى أن المذي لايفسد الصوم وهو قول الحنفية والشافعية ورواية عن الإمام أحمد وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية ؛ لأنه دون المني في الشهوة والأحكام ولأنه خارج أشبه البول ولأنه لا دليل على أن المذي يفسد الصوم ،وهذا هو القول الراجح ، ولهذا قال ابن مفلح في الفروع ( وهذا القول أظهر ) وقال المرداوي في الإنصاف ( وهو الصواب ) أما مااستدل به أصحاب القول الأول من حديث (يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي ) فإن المذي ليس شهوة توضع وإن كان سببه الشهوة لكن خروجه يكون بدون شهوة ولهذا يخرج بغير شعور الإنسان فلا يتناوله الحديث ،وأما قياسه على المني فغير صحيح لأنه يختلف عن المني في أكثر الأحكام ، بل جاء في الصحيحين أ ن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل بعض أزواجه وهو صائم ومعلوم أن القبله مظنة لخروج المذي معها ولو كان خروجه يفسد الصوم لبينه النبي صلى الله عليه وسلم لأن ذلك مما تدعو الحاجة لبيانه . والله أعلم