توزيع المياه في المقبرة على المشيعين للجنازة وحكم الشرب من ذلك الماء
بتاريخ : الأربعاء 11-10-1430 هـ 10:38 صباحا
هذه المسألة وهي توزيع المياه ونحوها في المقبرة على المشيعين في الجنازة قد برزت في الآونة الأخيرة ، وقد كثر التساؤل عنها ، وقد اختلف العلماء في هذه المسألة على قولين:
القول الأول: يكره أو يحرم إحضار الماء إلى المقبرة وتوزيعه على المشيعين..
هذه المسألة وهي توزيع المياه ونحوها فيالمقبرةعلى المشيعين في الجنازة قد برزت في الآونة الأخيرة ، وقد كثر التساؤل عنها ، وقد اختلف العلماء في هذه المسألة على قولين:
القول الأول:يكره أو يحرم إحضار الماء إلىالمقبرةوتوزيعه على المشيعين، قالوا: لأن الحكمة من تشييع الجنازة والمجيء للمقبرةهو القيام بحقوق هذا الميت ودفنه، وتذكر الموت والتخلي عنالدنيا والتعلق بها من اللباس والطعام والشراب،قالوا:فالمقبرةليست محلا للأكل والشرب ونحو ذلك، وإنماهي لدفن الأموات بعد القيام بحقوقهم من التشييع والصلاة والدعاء مع مافيها من تذكر الآخرة، وإحضار الماء ونحوهلايتفق مع هذا المعنى .
القول الثاني:لا بأس بإحضار الماء ونحوه،مما يحتاج الناس له، خاصة في وقت شدة الحر، بل إن هذا من باب الإحسان إلى الناسقالوا:-سقيا الناس خاصة في الأماكن التي يحتاجون فيها للسقيا من أفضلالأعمال، وفيالمقبرة-خاصة في أيام شدة الحر- يحتاج كثيرٌمن الناس إلى السقيا خاصة أنه يوجد منهم من هو كبير في السن أو مريض، كأن يكونمصابا بمرض السكر ولا يتحمل مع شدة الحر العطش، ثم إنه لا مانع يمنع من سقيا الناسفيالمقبرة، فليس ثمة دليل يمنع من هذا وليس ذلك ذريعةلأمر محرم.
وهذا القول الأخير-وهو أنهلا بأس بإحضارالماء عند تشييع الجنازة- هو الأقرب في هذه المسألة -والله أعلم- ، ولا بأس بالشرب من ذلك الماء من غير كراهة ، وأما ذكر أصحاب القول الأول من أن هذا لايتفق مع الحكمة التي من أجلها شرعت زيارةالمقابر واتباع الجنائز، فغير مسلم فليس في ذلك منافاة للحكمة، إنما هذا إحسانللناس المشيعين لهذه الجنازة، خاصة أن بعضهم قد يتضرر مع شدة الحر وشدة العطش، وقديتضرر وربما يمتنع بعض الناس من تشييع الجنازة لأجل هذا،ومن أبرز من قال بذلك من العلماء المعاصرين سماحةشيخنا عبد العزيز بن باز -رحمهالله- قال لما سئل عن هذه المسألة قال: لا حرج في جلب الماء البارد للشرب عند دفنالميت، لما في ذلك من الإحسان والمساعدة على الخير، ولكن ينبغي مع ذلك عدم التوسع في هذا ، فإنه يلاحظ أن بعض الناس يقف على شفير القبر ومن حوله مشغولون بدفن الميت وهوممسك بقارورة الماء يشرب منها ، وهذا غير لائق وإنما إذا احتاج إلى الشرب فيبتعد قليلا عن شفير القبر.. والله تعالى أعلم