موقع فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان » الأخبار » أبحاث ودراسات


توزيع المياه في المقبرة على المشيعين للجنازة وحكم الشرب من ذلك الماء


 

هذه المسألة وهي توزيع المياه ونحوها في المقبرة على المشيعين في الجنازة قد برزت في الآونة الأخيرة ، وقد كثر التساؤل عنها ، وقد اختلف العلماء في هذه المسألة على قولين:

القول الأول:  يكره أو يحرم  إحضار الماء إلى المقبرة وتوزيعه على المشيعين..


 

 

  هذه المسألة وهي توزيع المياه ونحوها في المقبرة على المشيعين في الجنازة قد برزت في الآونة الأخيرة ، وقد كثر التساؤل عنها ، وقد اختلف العلماء في هذه المسألة على قولين:

القول الأول:  يكره أو يحرم  إحضار الماء إلى المقبرة وتوزيعه على المشيعين، قالوا: لأن الحكمة من تشييع الجنازة والمجيء للمقبرة هو القيام بحقوق هذا الميت ودفنه، وتذكر الموت والتخلي عن الدنيا والتعلق بها من اللباس والطعام والشراب، قالوا: فالمقبرة ليست محلا للأكل والشرب ونحو ذلك، وإنما هي لدفن الأموات بعد القيام بحقوقهم من التشييع والصلاة والدعاء مع مافيها من تذكر الآخرة، وإحضار الماء ونحوه لايتفق مع هذا المعنى .

القول الثاني:  لا بأس بإحضار الماء ونحوه، مما يحتاج الناس له، خاصة في وقت شدة الحر،  بل إن هذا من باب الإحسان إلى الناس قالوا:-  سقيا الناس خاصة في الأماكن التي يحتاجون فيها للسقيا من أفضل الأعمال، وفي المقبرة- خاصة في أيام شدة الحر- يحتاج كثيرٌ من الناس إلى السقيا خاصة أنه يوجد منهم من هو كبير في السن أو مريض، كأن يكون مصابا بمرض السكر ولا يتحمل مع شدة الحر العطش، ثم إنه لا مانع يمنع من سقيا الناس في المقبرة ، فليس ثمة دليل يمنع من هذا وليس ذلك ذريعة لأمر محرم.

وهذا القول الأخير-وهو أنه لا بأس بإحضار الماء عند تشييع الجنازة- هو الأقرب في هذه المسألة -والله أعلم- ، ولا بأس بالشرب من ذلك الماء من غير كراهة ،  وأما ذكر أصحاب القول الأول من أن هذا لايتفق مع الحكمة التي من أجلها شرعت زيارة المقابر واتباع الجنائز، فغير مسلم فليس في ذلك منافاة للحكمة، إنما هذا إحسان للناس المشيعين لهذه الجنازة، خاصة أن بعضهم قد يتضرر مع شدة الحر وشدة العطش، وقديتضرر وربما يمتنع بعض الناس من تشييع الجنازة لأجل هذا،  ومن أبرز من قال بذلك من العلماء المعاصرين سماحةشيخنا عبد العزيز بن باز -رحمه الله- قال لما سئل عن هذه المسألة قال: لا حرج في جلب الماء البارد للشرب عند دفن الميت، لما في ذلك من الإحسان والمساعدة على الخير، ولكن ينبغي مع ذلك عدم التوسع في هذا ، فإنه يلاحظ أن بعض الناس يقف على شفير القبر ومن حوله مشغولون بدفن الميت وهوممسك بقارورة الماء يشرب منها ، وهذا غير لائق وإنما إذا احتاج إلى الشرب فيبتعد قليلا عن شفير القبر.. والله تعالى أعلم




الكاتب: ياسر  [بتاريخ : الأحد 04-01-1431 هـ 01:40 مساء ]

الله يزدك علم ياشيخ سعد
 

 

الكاتب: أبو عبدالله  [بتاريخ : الثلاثاء 07-05-1431 هـ 02:20 صباحا ]

غفر الله لكم وبارك فيكم ..
 

 

الكاتب: ابو عبدالملك  [بتاريخ : الإثنين 22-08-1431 هـ 12:32 صباحا ]

الله يعطيك العافية ..