أنا إنسان مبتلى بكثرة الشكوك والوساوس في الطهارة ، وقد أصبح الوضوء يأخذ جزءا كبيرا من وقتي وأشعر معه بالقلق الشديد فما نصيحتكم ؟1
الجواب:
ج- من توضأ وتيقن الطهارة فلا يلتفت للشكوك الطارئة بعد ذلك مالم تصل إلى درجة اليقين ، والأصل في هذا ماجاء في الصحيحين عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم شكي إليه الرجل يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة فقال:- ( لاينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا )، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :- (إذا وجد أحدكم في بطنه شيئا فأشكل علبه أخرج منه شيء أم لا ؟ فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا )، ومن هذين الحديثين وما في معناهما استنبط العلماء قاعدة عظيمة وهي أن ( اليقين لايزول بالشك) وإنما يزول اليقين بيقين مثله ، وعليه فمن تيقن الطهارة ثم طرأت عليه شكوك فلا يلتفت لها ؛ لأنها من الشيطان ، ولهذا جاء في حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :- ( يأتي الشيطان أحدكم فينقر عند عجانه ( مابين القبل والدبر) فلا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا ) أخرجه البزار والطبراني بإسناد صحيح ، والشيطان إنما يتسلط على الإنسان إذا كان عنده ضعف إرادة مع قلة بصيرة فيجد الشيطان لديه نقطة ضعف فيوسوس له حتى يقلقه ويحزنه ويثبطه عن أمور الطاعة