موقع فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان » الأخبار » استشارات


عنوان الإستشارة كيف أتعامل مع والدي إذا كان قاسيا سيء الخلق ؟!
رقم الإستشارة 111
الثلاثاء 19-09-1430 هـ 06:40 صباحا

الإستشارة

   
 

أعاني من قسوة من والدي وسوء خلق وفضاضة ويفضل إخوتي علي مما جعلني أكره والدي ولا أطيق الجلوس معه فمارأيكم ؟

 
 


 

الجواب:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين وبعد :- فإن للوالدين حقا عظيما ، وقد أمر الله بالإحسان إليهما وقرن حقهما بحقه جل وعلا فقال سبحانه ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما* واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ) وفي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم : أي العمل أحب إلى الله تعالى ؟ قال :-( الصلاة على وقتها) قلت : ثم أي ؟ قال :- بر الوالدين قلت : ثم أي ؟ قال :- الجهاد في سبيل الله ) فانظر كيف قدم بر الوالدين على الجهاد في سبيل الله مع عظم شأن الجهاد ومنزلته في الدين ، وذلك لأن بر الوالدين هو نوع خاص من الجهاد ، خاصة عند كبر الوالدين أو أحدهما ، وخاصة مع سوء خلق الوالدين أو أحدهما ، ولهذا فأقول للأخ – وفقه الله- عليك بالصبر على ماتراه من قسوة الوالد ، وصبر نفسك وتحمل ( ومن يتصبر يصبره الله) واعتبر برك بوالدك مع قسوته جهادا أنت تقوم به ، لكنه جهاد خاص ، لاتكن جزوعا كثير التحسر .. ، اصبر على والدك وأيشر بعظيم الأجر والثواب ، ثم إن وجود والدك على قيد الحياة فرصة لتقوم ببره ،فكم من إنسان يتمنى لوكان والده حيا فيبره.. ، وكونه قاسيا معك أدعى لمضاعفة الأجر والثواب في الصبر عليه والقيام ببره ، وادع الله بأن يؤلف قلبه لك فإن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء.. والله الموفق